أحضرني إلى هذا المكان شعور عميق باحترام فنان، تعد معارض أعماله حدثاً مهماً في الحياة الروحية لكل من مدينة كييف ولفيف، دفعني احترام رسام يستحق أن يسمّى …”الرسام الوطني”.

يُظهر هذا المعرض كيف ملأ هذا الفنان فنه بالسعادة والحبور، حيث أنجز عملاً عظيماً؛ فكل السجادات والغطاءات واللوحات والدمى والمفارش التي تعرض هنا إنما هي مصنوعة بيديه. فهو ليس مصمما لهذه التحف فحسب، بل هو صانعها أيضاً؛ يجب علينا أن ننحني أمامه شكرا وتقديرا على جهده وموهبته الفذة.

إننا نعيش الآن في عصر أصبح فيه الطراز الشعبي مقتصرا على فِرق شعبية وجوق وراقصين فحسب. حتى كل التحف المحفوظة في صناديق جداتنا – من المرجان والشرائط والقمصان – كلها إما بيعت للمضاربين، أو انتقلت إلى المتاحف، أو أكلتها العثة، ودمرت في الخزائن. والحال نفسه مع الأغطية والسجادات والمناشف التي أصبحت – في أحسن الأحوال – معروضات في المتاحف.

أما ميخايلو بيلاس فهو بحق محوِّل عظيم لطاقة الشعب الفنية إلى صيغ وأشكال فنية جديدة، يود الإنسان أن تحيط به في منزله في عصر أصبح يفرض طابعاً موحداً على تصميمات البيوت والملابس.

ميخايلو بيلاس هو عازف على جيتار الألوان؛ ولا أحد يشعر مثله بتناغم الألوان، ولا أحد يمكنه التفكير في جمال الملابس وجمال الديكور مثله. كما يتسم كل عمل من أعماله بسمة القومية، حيث تجمع هذه الأعمال بين الهوية الخاصة والتقاليد العريقة.

إن ميخايلو بيلاس هو مصدر فخر الثقافة الأوكرانية الحديثة. وكلي ثقة أن هذا المعرض سيلقى ترحيبا واسعا في كل مدن أوكرانيا، فهو سيجلب شهرة، ليست للفنان فحسب، بل أيضاً للشعب الذي يعبر عن شخصيته المتميزة خلال مثل هذه الأعمال التي يمكن الخروج بها إلى الساحات الدولية – لا من أجل تلقي الإعجاب التصفيق، بل من أجل سعادة التواصل مع الآخرين من الشعوب الأخرى.

يبدو أن هدف ميخايلو بيلاس يتمثل في إعادة إحياء تراثنا القومي، وبهذا فهو يعزز واقعنا القومي ونظرتنا المتفائلة.